الکاتب: مولوي نورالحق مظهري
العالم يعرف ترامب كما يعرف أمريكا، لذلك لسنا بحاجة إلى تعريفهما، بل سنكتفي بكتابة بعض النقاط حول تأثير عودته.
فيما يتعلق بالسياسة الداخلية لأمريكا، كما أن فترة ترامب السابقة لم تؤثر بشكل كبير، فإن هذه المرة أيضًا لن يكون لها تأثير يذكر، ولكن في السياسة الخارجية، سيستمر ترامب في اتباع سياسته الفاسدة السابقة.
على الرغم من أن السياسة الأمريكية تجاه الدول الأخرى بشكل عام تقوم على مصالحها ومصالح حلفائها، إلا أن ترامب أكثر تطرفاً وتشددًا مقارنةً بغيره.
فيما يتعلق بقضية الشرق الأوسط، فإن سياسة الأمريكيين تقوم على دعم إسرائيل، لأن حماية إسرائيل مهمة جدًا بالنسبة للكونغرس الأمريكي، ولهذا السبب لا يستطيع أي رئيس تبني سياسة تضغط على إسرائيل أو تقطع دعمها، بل على العكس، كل رئيس يعطي الأولوية لحماية إسرائيل ودعمها؛ أما ترامب، فهو يتفانى في سبيل إسرائيل ليس فقط بطلب من الكونغرس، بل من تلقاء نفسه، ويقوم بكل ما يستطيع لتعزيز إسرائيل.
رغم أن ترامب شخص غير متدين ويعيش حياة مليئة بالفساد، إلا أنه يتبنى وجهات نظر الباباوات والقساوسة في معاداة الإسلام والمسلمين، ويعتبر الجماعات الجهادية والإسلام السياسي عدواً له، ويتعاون مع كل كافر وفاسق في القضاء عليهم؛ وبشكل عام، فإن ترامب لا يكتفي بتنفيذ مخططات زعماء المسيحية ضد الحكم الإسلامي، بل هو أكثر عداوة للإسلام والمسلمين الصادقين.
فيما يخص الدول العربية، يتبع ترامب السياسة الأمريكية التي ترتكز فقط على المصالح الأمريكية، ويعمل على قمع أي تفكير بالاستقلالية عن أمريكا داخل الدول العربية؛ وسيواصل ترامب بسط نفوذه على الدول العربية، ويستغل ثرواتها من النفط وغيرها لصالح أمريكا، وسينتقم من كل من يسعى لاستقلالية الدول العربية عن أمريكا.
أما بالنسبة لأفغانستان، فلا يوجد مؤشر على سياسة جديدة حتى الآن، لكن يمكن القول إن أمريكا تنظر دائمًا إلى مصالحها، وستفعل كل ما يمكنها لتحقيق هذه المصالح، ومع ذلك، لا يبدو أن معظم الأمريكيين يدعمون عودة الحرب في أفغانستان، لذا من غير المحتمل أن يمنح ترامب اهتمامًا خاصًا للذين فروا من أفغانستان، أو أن يخطط لمساعدتهم؛ لكن بناءً على مشورة بعض الدول الشيطانية أو بسبب بعض الأوضاع الداخلية في أفغانستان، قد يحاول فرض بعض الضغوط أو يختلق بعض الذرائع للوصول إلى أهدافه.
مولوي نورالحق مظهري